top of page
  • Writer's pictureآمال نوار

أيّها القائد! يا قائدي! | والت ويتمان

ترجمة: آمال نوّار



أيّها القائد! يا قائدي! ها قد انتهتْ رحلتُنا الرهيبة،

بعد أنْ تصدّتْ سفينتُنا لكلِّ حاجزٍ، والفوزُ المنشودُ تحقّق.

المرفأُ مُجاورٌ؛ إنّي لأسمعُ الأجراسَ، والناسُ كافةً يهلّلون،

بينما العُيون تُلاحِقُ السفينة الآخذة في التقدّم؛ تلك الباخرة المُوحشة

والمُجازِفة؛

ولكنْ آهٍ أيّها القلب وألف آه!

آهٍ أيّتها القطرات الحُمْر النازفة،

حيثُ يرقد قائدي على ظهر السفينة

وقد خرّ باردًا وميّتًا.



أيّها القائد! يا قائدي! قُمْ واسمعْ الأجراس،

قُمْ...

لأجلكَ يُنَكَّسُ العَلَمُ، والبُوق يصدَحُ،

لأجلكَ باقات الزهور والأكاليل المزيّنة بأشرطة،

لأجلكَ الشواطئ مُزدحمة،

لأجلكَ تصيحُ الحُشُود المُتمايلة،

وتلتفت فيها الوجوه المُتلّهفة:

هُنا أيّها القائد! يا أبانا الغالي!

هذي الذراع لتسندَ رأسكَ!

إنّه لمحض حُلم أنّكَ على ظهر السفينة،

وقد سقطتَ باردًا وميّتًا.



قائدي لا يُجيب، شفتاه شاحبتان، هامدتان،

أبي لا يشعر بذراعِي، إنّه بلا نَبَضٍ ولا إرادة،

ها قد رستِ السفينةُ آمنةً سالمة،

بعد أنْ بلغت رحلتها منتهاها ومآلها،

ها إنّ السفينةَ المُظَفَّرةَ تعودُ من رحلةٍ مَهُولةٍ

مُحقّقةً الهدف؛

هلّلي يا شواطئ، اقرعي يا أجراس!

ولكني بخطى كئيبة،

أجوبُ سطحَ السفينة حيث يرقدُ قائدي

وقد خرّ باردًا وميّتًا.


"أوراق العشب" – الطبعة الأخيرة (1891-1892)

المصدر: "حفلة قديمة على القمر"

دراسة وترجمة آمال نوّار

دار الفيصل الثقافية – الرياض 2019

151 views0 comments
bottom of page