top of page

 مقطع غلاف الكتاب  

يضمّ هذا الكتاب ست تجارب شعرية بارزة، أثّرت في مسار الحداثة في الشعر الأميركي في القرن العشرين، مضيئًا على خصوصية كلّ تجربة، ومميزاتها، وعارضًا نماذج من أشعارها. البداية مع والت ويتمان ومنجزه العظيم "أوراق العشب" الذي زعزع به تقاليد الشعر الرومانتيكي شكلًا ومضمونًا. يليه والاس ستيفنز الذي احتفى شعره بدور  اللغة المنتج للمعرفة، وثوّر المخيلة. ثم مينا لُوْي، الشاعرة الريادية الراديكالية الفريدة، التي أُعيدَ اكتشافها بعد مماتها. يعقبها ستانلي كيونتز، الشاعر المُعَلِّم والمُعَمِّر الذي رعى أجيالًا من شعراء ما بعد الحداثة خلال قرن من الزمن. يتبعه ثيودور رَتْكي؛ المعلِّم الآخر، والشاعر الاعترافي الذي انهمك شعره في عوالم الذات والنباتات. ثم أخيرًا، إليزابيث بيشوب؛ "شاعرة العين"، البارعة في الوصف التأملي، ولجم البوح العاطفي المباشر. ولئن جاء عنوان الكتاب ليجمع هؤلاء الشعراء المجددين الأفذاذ بعيدًا على القمر، فذلك لم يمنع صاحبته من الوصول إليهم، والانغماس في أشعارهم بما فيها من متع وعذابات. عسى ان يتسنى للقارئ العربي معايشاتهم بالمثل؛ فيخلفوا بصماتهم الذهبية في عقله وقلبه، ويشحذوا روحه ومخيلته بأشعارهم الآسرة. 

يمكن إطلاق صفة "الترجمة بحب أو عن حب" على هذه الترجمة التي أنجزتها آمال نوار، لكنّ الحب هنا لا ينفصل عن المعرفة بهؤلاء الشعراء وبالشعر الأميركي عموماً، وعن الوعي اللغوي والرهافة. إنهم أصدقاؤها ولو خارج الواقع أو بعيداً في الزمن والمكان، وقد وجدت نفسها في  قصائدهم وهمومهم

عبده وازن / إندبندنت عربية/ 4 إبريل 2019

الشعر هو انتصار الفرد على اللاشيء. الشاعر البرتغالي نونو جوديس

وما عساي أصف الصوَر الشعرية في كتاب آمال نوار؟ من يتأمّلْ في الكمّ الكبير الذي انطوى عليه كتاب الشاعرة، بفصوله الخمسة، يكتشف مقدار الاشتغال في نسج الصور الشعرية، وابتكار التشابيه والاستعارات والعناية بخلائطها المركّبة والغريبة في آن: «أُخفي وجهي كسحابة بمائها الشّبح»، «يتداعى كأخشاب المراكب عند أقدام الأبد»، «حزني عصفورٌ جائع بين ملايين الأفواه»، «كأنك سفينة تبحر في حدقة نسيان»، «أنا انفجار الشمس، وفي خرابي الأعظم تابوت العهد للأبيض الحقيقي».    انطوان أبو زيد / الحياة 13 يونيو 2018

"امرأة الأدغال" هذه، معروفٌ  قَدَرُها، ومصيرُها. وهي تكتبه، في رأي المتلقي، شعراً مسافراً بلا رجوع، متمرداً على منطق المعادلات التصويرية، باعتباره شعراً لا قياد له، خارجاً على المتوقّع الحلمي، لأنه وليد تفجّر المدفونات المتراكمة في الطبقات الليلية المعتمة من الحياة، من الوجود الشخصي، من التجارب، من الحرائق، من الثلوج، من صقيع الموت، من جمر الألم، من المخاضات، من المرارات، من الدمارات، من الخيبات، من اللهاثات، ومن تمزّقات العروق والشرايين والنظرات، ومن صرخات النجدة اللامجدية، المنطلقة من قعر اللاوعي، من ليله المتناسل، والمتواصل بلا هوادة، وإلى ما لا نهاية.   عقل العويط / النهار 29 حزيران 2018

بدا مأزق الشاعرة، إجمالاً، مأزقاً وجودياً، محاصَراً بالأسئلة الكبرى أو طالعاً منها، وإن لم تكن هذه مطروحة أو معروضة بالمعنى المباشر. على أن ذلك لم يكن ليتناقض ونزعة البوح والدأب على استنطاق الذات، وهو يعود إلى مقدرة استثنائية على التنقيب في الدواخل وسبرها،  وصولاً إلى استعراضها في ما يشبه انفجار اعترافيّ

باسم المرعبي/ القدس العربي/ الأسبوعي 6 إبريل 2019

غلاف امرأة الأدغال.JPEG

مقطع غلاف الكتاب

في طريقي إلى السماء أَرُقُّ كمَغْفِرةٍ، وأَشفُّ كالعَفاف، أمّا في هُبوطي، فأنا بُركانُ هَلْوَسةٍ  يتشظّى من قاع طَبْع حيوانٍ إفريقي

الصاعدُ يتوقُ إلى الوصولِ، أمّا الهابطُ، فتدفعُه رغبةُ عدم الوصولِ، إلى الرقصِ طويلاً في الخَطَر. ولذا أنا أُواصِلُ سُقوطي حتّى على سطح أشياء بلا عُمق، أُواصلُ شهقتي إلى تُخُومِ الفردوسِ والشَّقَاء

في مقابلِ سَفَرٍ أُفقيّ، الهاويةُ سَفَري العَمُوديّ. أنزلُ بحُبِّي ودَنَسِي مُقمَّطةً بالسُّحُبِ ، حَنُونةً كرُقادِ القِططةِ، ومُسْرِفةً في مُداعبةِ ظُلماتي، كأنَّها وَبَرُ حياتي الحالِمة

bottom of page